الطاقة الشمسية والقارة الأفريقية
إن توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية يمكن أن يساعد على حل المشاكل الكبرى في أفريقيا، فأكثر من نصف مليار نسمة تعيش في معزل عن مصدر إمدادات دائمة للطاقة وهذا يعرقل عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة بأكملها، إن تكاليف الإنتاج هنا عالية بالمقارنة مع أي منطقة أخرى الأمر الذي يحد من قدرة البلدان الأفريقية على المنافسة في السوق العالمية، إن الطاقة الشمسية ذات التكاليف المنخفضة لن تساهم في تحسين مستوى الرعاية الصحية والاتصالات والمعلومات والتعليم هناك فحسب، وإنما تعتبر شرطاً مسبقاً لتمكين مؤسسات الإنتاج من المنافسة في السوق العالمي.
إن التحول من محطات الطاقة الضارة بالمناخ إلى محطات الطاقة الشمسية سيمثل فائدة للمناخ على النطاق العالمي، وتبين الدراسة لمنظمة غرينبيس أن محطات توليد الطاقة الحرارية الشمسية المقررفي الصحراء سيقلل حتى عام 2050 من انبعاث 4.7 طنا من غاز ثاني أكسيد الكربون الضار بصحة المناخ، وهذه الكمية تعادل ستة أضعاف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في ألمانيا.
إن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: متى يصبح الأفارقة في وضع يمكنهم من توفير الطاقة الشمسية النظيفة لأنفسهم وللآخرين؟ وكما يرى بولينغ من منظمة “غرين بيس” فإن ذلك يمكن أن يتم في غضون 10 سنوات، بينما يظهر الباحث في مجال الطاقة الشمسية بيتز بال تحفظاً أكبر حيال ذلك فهو يعتقد أن وصول الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية في أفريقيا سيستغرق أكثر من 20 عاماً.