مقدمة:
يشغل التغير المناخي والتجارة الدولية والاقتصاد والوظائف المستدامة بالعديد من الحكومات والمؤسسات والشركات في القطاع العام والخاص حول العالم لكن مع آثار جائحة كوفيد 19 التي يواجهها العالم وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية نجد أن أوروبا تتجه لتطبيق خطة أساسية ومفصلة للتعافي الأخضر لضمان الانتعاش المستدام والشامل لنظامها، إذ اعتبروا خطة «الجيل الجديد من الاتحاد الأوروبي» أداة للتعافي تهدف إلى خلق وظائف جديدة وتعميم الإجراءات المناخية، تمثل الخطة الأوروبية الخضراء العنصر الأساسي في حزمة التعافي لتكون أوروبا أول قارة محايدة مناخياً بحلول عام 2050، يُطلق على الهيدروجين الأخضر أيضاً اسم «الحلقة المفقودة لانتقال الطاقة» نظراً لقدرته على إزالة الكربون والربط بين القطاعات المختلفة حيث لا يمكن تخفيف ثاني أكسيد الكربون وخفض إنتاج الكهرباء، علاوة على ذلك يمكن أن يساعد تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر أيضاً على: استغلال المزيد من الطاقة المتجددة (RE) في نظام الطاقة، وبدء التخزين الموسمي، والمساهمة في النمو الأخضر، وخلق فرص العمل المحلية.
ما هو الهيدروجين؟
الهيدروجين هو أول وأخف عنصر كيميائي في الجدول الدوري وبصفته المادة الكيميائية الأكثر وفرة في الكون و يُطلق عليه غالبًا الحلقة المفقودة لانتقال الطاقة، الهيدروجين هو أحد أنواع الطاقة المكتشفة في العقود الأخيرة والتي تقوم على التحليل الكهربائي للماء من أجل فصل الهيدروجين عن الأكسجين وهو ما يلزم توافر طاقة كهربائية من أجل إنتاجه، يوجد نحو 6 أنواع من الهيدروجين تختلف باختلاف مصدر الطاقة الكهربائية المستخدمة في عملية إنتاجه ومنها: الهيدروجين الرمادي، والهيدروجين الأسود، والهيدروجين الأزرق، والهيدروجين الأصفر، والهيدروجين الفيروزي، والهيدروجين الأخضر.
الهيدروجين الأخضر:
هو عبارة عن وقود خالٍ من الكربون مصدر إنتاجه هو الماء، وتشهد عمليات الإنتاج فصل جزيئات الهيدروجين عن جزيئات الأكسجين بالماء بواسطة كهرباء يتم توليدها من مصادر طاقة متجددة..
تعتمد هذه التقنية على توليد الهيدروجين وهو وقود عالمي وخفيف وعالي التفاعل من خلال عملية كيميائية تُعرف باسم التحليل الكهربائي، حيث تستخدم هذه الطريقة تيارًا كهربائيًا لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء، إذا تم الحصول على هذه الكهرباء من مصادر متجددة فسوف ننتج الطاقة دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
إن تكنولوجيا إنتاج الهيدروجين الأخضر كوقود ظهرت منذ نحو 20 عامًا ولكن لم يتم استخدامه لأنه كانت هناك خطورة في التعامل المباشر معه بالصورة العادية، ولكن مع التطور التكنولوجي تم التوصل إلى طرق آمنة للتعامل معه مؤخرًا وهو ما زاد من وتيرة الاهتمام به في السنوات الأخيرة.
ويتم استخدامه إما كنوع من أنواع وقود السيارات عن طريق ضغطه حيث أن العادم الناتج عنه عبارة عن مياه مقطرة، إلى جانب إمكانية استخدامه في صناعة الأمونيا عن طريق الاتحاد مع النيتروجين والتي يتم استخدامها في أنواع أخرى من الصناعات مثل الأسمدة، كما يمكن تصدير الهيدروجين أو الأمونيا ويمكن أيضا إعادة تكسيرها مرة أخرى واستخدامها كطاقة في حالة الحاجة إلى ذلك.
الهيدروجين وإدراة النفايات:
إن إنتاج الهيدروجين عبر تكنولوجيات التغويز عن طريق تجديد بخار جميع النفايات العضوي” steam refurbishment ” سوف يحل تمامًا المشكلة الرئيسية للتخلص من النفايات، تخضع النفايات البلدية والنفايات الصناعية والنفايات الأخرى إلى عملية تحويل حراري متقدم تؤدي إلى إنتاج غاز توليفي عالي القيمة من حيث القيمة الحرارية.
الهيدروجين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أوروبا:
إنَّ الموقع الجغرافي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كمنطقة مجاورة للاتحاد الأوروبي يجعلها الموقع الأمثل لتلبية الطلب على الهيدروجين الأخضر في الاتحاد الأوروبي والذي يشهد تزايدًا سريعًا، تتمتع المنطقة بوفرة من إمكانات مصادر الطاقة المتجددة نظرًا إلى تسجيلها أعلى مستويات الإشعاع الشمسي وطاقة رياح جيدة، ويمكن لطرح إنتاج الهيدروجين الأخضر أن يعالج تحديات حالية مثل ذروات توليد الطاقة في مشاريع الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة.
يعتبر الهيدروجين فرصةً عظيمةً لتنويع الاقتصاد خصوصًا بالنسبة إلى الدول المصدِّرة للنفط والغاز، إذ يمكن استخدام الطاقة المُنتجة من الهيدروجين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للانتقال من استهلاك النفط والغاز إلى مصادر الطاقة المتجددة والخضراء، يمكن ضخ الهيدروجين في شبكات أنابيب الغاز الطبيعي في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إذ يمكن استخدام البنية التحتية الموجودة أصلاً بما يفيد مزيدًا من حلول الطاقة الخضراء بهدف تقليل استهلاك الغاز الطبيعي وانبعاثات الكربون.