تخطى إلى المحتوى

الثورة الصناعية للطائرات بدون طيار

تعد أنظمة الطائرات بدون طيار من ضمن أهم مرتكزات الثورة الصناعية الرابعة التي ألقت ولازالت تلقي بتأثيراتها الجذرية على مختلف مناحي الحياة: الاقتصادية، والتعليمية، والترفيهية، والأمنية، والخدمية.

يمكن تعريف الطائرات بدون طيار بأنها: مركبات تحلّق على ارتفاعات مختلفة لأداء مهام وتطبيقات مختلفة، يمكن تقسيم أنواع هذه التقنية لعدة أقسم وفئات:

1- الطائرات بدون طيار ذات الأجنحة متعددة الأشكال بأحجام ثقيلة، مثل: طائرات المقاتلات الحربية والاستطلاعية.

2- الطائرات بدون طيار الصغيرة وتسمى أحياناً: الدرون Drone.

3- المناطيد متعددة الارتفاعات وتسمى High/Low Altitude Platforms.

4- بالونات الهيليوم ذات ارتفاعات متعددة مثل مشروع قوقل Google Loon.

يشهد الناس اليوم التطور السريع في كل منطقة بسبب الاتجاهات الناشئة في تكنولوجيا الاتصالات والمركبات ذاتية القيادة بدون طيار، فتختلف تطبيقات الطائرات بدون طيار على نطاق واسع ودون حدود للخيال، وهنا قائمة لبعض التطبيقات التي تستفيد من هذه التقنيات الرقمية، مثل: توفير الإنترنت للمناطق النائية، الاتصالات، الشحن، الاستجابة للطوارئ وإدارة الكوارث، التخطيط العمراني، المراقبة والتفتيش، الرعاية الصحية، الزراعة الذكية، التنبؤ بالطقس، إدارة المخلفات، رسم الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية، التصوير الجوي، التطبيقات العسكرية.

أدت التطورات الأخيرة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) إلى توسيع نطاق إنترنت الأشياء (IoT) للوصول إلى “الاتصال الذكي للأشياء” إلى جانب تواجد أنظمة الذكاء الاصطناعي والأنظمة الخبيرة، بتالي نجد أن التكامل لهذه التقنيات مع أنظمة الطائرات بدون طيار على مستويات متعددة برمجياً وأيضاً على مستوى المعدات سيفتح آفاق أوسع نحو عالم رقمي وذكي، فإن توفير الاتصالات اللاسلكية والتغطية الراديوية بعيدة المدى عبر الاتصالات الفضائية بالأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار مطلوبة في العديد من التطبيقات الرقمية للوصول إلى المدن الذكية، حيث تعد المركبات الجوية غير المأهولة تقنية مرشحة واعدة لتحقيق اتصالات موثوقة وفعالة للغاية بين أجهزة الاستشعار ونقاط جمع البيانات في زوايا ارتفاع عالية وعبر التضاريس الحضرية وأيضاً الضواحي والريفية.

إن من أجمل الأمثلة لتوطين هذه الصناعة المتقدمة ما شاهدته في مركز الأمير سلطان للخدمات الرقمية المتقدمة، حيث كان لي زيارة في عام 2017م واطلعت على أبرز مشاروعاتهم وأعمالهم التي كان من ضمنها المناطيد عالية الارتفاع وأيضاً تصنيع الدرونز والتي يقود حراكها شباب سعودي متخصص وواعي، في نفس السياق يلاحظ الجميع التفوق السعودي نحو السباق الفضائي واعتقد مثل هذه النجاحات ستصل بنا إلى تمكين قطاع الفضاء بالمملكة ووضع اسم البلاد على الخارطة الدولية بما يليق باسم السعودية العظمى، خصوصاً أن قطاع الفضاء يتميز بالنمو المستدام وبكل تأكيد ستساهم الجامعات ومراكز الأبحاث المتخصصة في نمو قطاع الفضاء وما يرتبط به من تقنيات متقدمة، لنقل تقنيات الفضاء وتوطينها بما يتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030 نحو ريادة الفضاء مزودة بأحدث تقنيات الاتصالات اللاسلكية والذكاء الاصطناعي.

 

كاتب

  • د.فارس بن عبدالله المالكي

    أستاذ مساعد بجامعة الطائف، ومتخصص في هندسة الإتصالات اللاسلكية والأقمار الإصطناعية من بريطانيا، ومتحدث رئيس في مؤتمر قوقل العالمي 2018 في بريطانيا، ومهتم بالعمل الريادي و التطوعي، ومؤسس سفراء رياديون في لندن، ومُحكم في مجلات علمية أوروبية وأمريكية من ضمنها مجلة جامعة اكسفورد و IEEE ، و Elsevier، وناشر لأكثر من ٢٠ بحث علمي في مجلات علمية - حاصل على عدة جوائز علمية محلياً وعالمياً "

    View all posts