تخطى إلى المحتوى

مستقبل النوافذ الخضراء: مبادرة السعودية الخضراء تحول نحو حياة أكثر إستدامة

بدأت مبادرة السعودية الخضراء في 27 مارس من عام 2021م، وبالتزامن مع ذكرى إطلاق هذه المبادرة فقد تم تحديد يوم 27 مارس 2024 بداية لمناسبة سنوية بمسمى “يوم مبادرة السعودية الخضراء” يهدف تحديد هذا اليوم إلى تعزيز التوعية بأهمية العمل البيئي. وتعزيز الوعي بأهمية المساهمة للمواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية للتحول نحو مستقبل أكثر إستدامة.

بقيادة أمير الشباب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود -حفظه الله-، تم تحديد الأهداف الرئيسية لتوحيد برامج البيئة والطاقة والإستدامة في السعودية، وهي:

  • خفض إنبعاثات الكربون بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030م.
  • زراعة 10 مليون شجرة في جميع أنحاء المملكة.
  • حماية 30% من مناطق المملكة البرية والبحرية بحلول عام 2030م.

تسعى المملكة العربية السعودية إلى جعل اقتصادها صديقًا للبيئة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة لأجندة رؤية المملكة 2030. ويمثل الإقتصاد الأخضر حافزاً للتنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة -الإقتصادية والإجتماعية والبيئية- التي تهدف إلى تحسين رفاهية الإنسان والعدالة الإجتماعية والحد من المخاطر البيئية.[1,2]

الشكل 1: اتجاه كثافة الانبعاثات وانبعاثات قطاع الطاقة.[1]

إن المبادرات والمشاريع السعودية قد ساهمت في انخفاض الإنبعاثات.حيث يوضح ( الشكل 1) بأنه في عام 1981، بلغت الإنبعاثات لكل وحدة طاقة حوالي 113 جرامًا من ثاني أكسيد الكربون/مليون جول، لكنها انخفضت إلى 54 جرامًا من ثاني أكسيد الكربون/مليون جول في عام 2019. وتكشف النتائج أنه إذا استمر هذا الإتجاه، فإن كثافة الإنبعاثات في عام 2030 ستنخفض إلى 47 جرامًا من ثاني أكسيد الكربون/مليون جول.[1]

  • مبادرات المملكة لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة:

تتخذ المملكة مبادرات لتحسين كفاءة الطاقة وزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة.

وتتعاون الحكومة حاليًا مع أصحاب المصلحة الرئيسيين وتعزز الجهود المبذولة لتطوير آلية العمل لزيادة كفاءة إستخدام الطاقة في مرافق القطاعات في المملكة العربية السعودية، والتي تشمل:

  • محطات توليد الكهرباء والتوليد المشترك.
  • محطات تحلية المياة.
  • وشبكات نقل وتوزيع الكهرباء، وتشمل بعض الأعمال المنجزة في إطار هذه المبادرة مثل تحديد أصحاب المصلحة المعنيين؛ وإشراك كيانات القطاع ذات الصلة مثل مقدمي الخدمات ومقدمي التكنولوجيا، تطوير مؤشرات الأداء الرئيسية، تحديد خط الأساس لكفاءة استخدام الطاقة في القطاع، مقارنة كفاءة الطاقة الأساسية للقطاع مع تلك الخاصة بالقطاعات الأخرى ؛ وبناء آلية عمل لزيادة كفاءة استخدام الطاقة.

ولتحسين كفاءة استخدام الطاقة، استثمرت الحكومة في تحديث قطاع الطاقة بأكمله وتطويره، بما في ذلك استبدال محطات الطاقة القديمة، وتحديث البنية التحتية، وتنفيذ تكنولوجيا الشبكة الذكية، وتركيب عدادات ذكية، وتشجيع استخدام الطاقة.[3,4] يتم عرض بعض مبادرات مشاريع الطاقة المتجددة في (الجدول 1).

 

الجدول.1: مشاريع الطاقة المتجددة في المملكة (مقتبس من [5,6]).

الموقع

النوع

الفيصلية، الخرج، القويعية، بيشة، ذهبان، ضرما، فرسان، جازان، ليلى، المدينة المنورة، مهد الذهب، مستورة، القريات، رابغ، رفحاء، سكاكا، شرورة، جنوب جدة، جنوب ينبع، سدير ، طويق، عنيزة، وادي الدواسر.

الطاقة الشمسية

دومة الجندل، الدوادمي، شقراء، طويق، وعد الشمال، وادي الدواسر، ينبع.

طاقة الرياح

                       طبرجل، تبوك.

الطاقة الشمسية المركزة CSP

تعمل المملكة على بناء سوق طاقة تنافسي من خلال إنشاء شركة نقل مستقلة تعمل على أساس مفتوح وغير متحيز لجميع المنتجين وكبار العملاء.[7] وبصرف النظر عن إنشاء سوق الكهرباء الوطنية، قادت المملكة مؤخرًا جهود مجلس التعاون الخليجي لربط شبكات الطاقة في الدول لتسهيل تداول الكهرباء وإدارة الطلب على الحمل بشكل أفضل.

بالإضافة إلى ذلك، رفعت الشركة السعودية للكهرباء إنتاج الدورة المركبة من 8.3% في عام 2010 إلى 31.0% في عام 2019، في حين انخفض إنتاج الدورة البسيطة من 50% في عام 2010 إلى 22% في عام 2019 [8]. أنتجت الدورة المركبة إجمالي 59,258 ميجاوات في الساعة من الطاقة. وتنفذ الشركة بشكل نشط مشاريع لزيادة محطات القصيم، ضباء، حائل، وعد الشمال، طيبة، وشمال القصيم بأكثر من 4.2 جيجاوات. وينبغي التأكيد على أن هذه المشاريع ستؤدي إلى توفير نحو 60 مليون برميل من النفط سنويا وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 25.8 مليون طن. بالإضافة إلى ذلك، يعد مشروع إنتاج رابغ 2 إنجازًا لصناعة الطاقة في المملكة لأنه أول مشروع مستقل يستخدم تقنية الدورة المركبة بكفاءة حرارية إجمالية تبلغ 58.8%.[8]

 

تأتي المبادرات السعودية الخضراء امتدادًا لعمل منظومة الطاقة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، والإلتزام بالمساهمة لتحقيق الوصول إلى مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء، وإزاحة الوقود السائل في قطاع إنتاج الكهرباء في المملكة، وذلك بالإستثمار في مصادر الطاقة المتجددة والمساحات الشاسعة لتطوير مشاريعها التي تتمتع بها أنحاء المملكة العربية السعودية، والعمل على تطوير محطات تعمل بالغاز بكفاءة عالية لتوليد الكهرباء، بحيث تكون حصة السعة لمصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة حوالي 50% بحلول عام 2030م.


المراجع :

[1] Rahman MM, Hasan MA, Shafiullah M, Rahman MS, Arifuzzaman M, Islam MK, Islam MM, Rahman SM. A Critical, Temporal Analysis of Saudi Arabia’s Initiatives for Greenhouse Gas Emissions Reduction in the Energy Sector. Sustainability. 2022; 14(19):12651. https://doi.org/10.3390/su141912651
[2] Ghanem, Adel M., and Yosef A. Alamri. “The impact of the green Middle East initiative on sustainable development in the Kingdom of Saudi Arabia.” Journal of the Saudi Society of Agricultural Sciences 22.1 (2023): 35-46.
[3] Rahman,S.M.; Khondaker, A. Mitigation measures to reduce greenhouse gas emissions and enhance carbon capture and storage in Saudi Arabia. Renew. Sustain. Energy Rev. 2012, 16, 2446–2460.
[4] SEEC.Utilities Sector. 2020. Available online: https://istitlaa.ncc.gov.sa/en/Energy/seec/UtilityEnergyEfficiencyFramework/ Pages/default.aspx.

[5] SGIA.Invest Saudi|Renewable Energy. Riyadh, Saudi Arabia. 2019. Available online: https://www.investsaudi.sa/en/sectors opportunities.
[6] Rahman,S.M.; Al-Ismail, F.S.M.; Haque, E.; Shafiullah, M.; Islam, R.; Chowdhury, T.; Alam, S.; Razzak, S.A.; Ali, A.; Khan, Z.A. Electricity Generation in Saudi Arabia: Tracing Opportunities and Challenges to Reducing Greenhouse Gas Emissions. IEEE Access 2021, 9, 116163–116182.‏
[7] ECRA. Activities and Achievements of the Authority in 2014. 2015. Available online: http://www.ecra.gov.sa/en-us/ MediaCenter/doclib2/Pages/SubCategoryList.aspx?categoryID=4.
[8] Saudi Electricity Company. Annual Report 2019. 2020. Available online: https://www.se.com.sa/en-us/Lists/AnnualReports/ Attachments/21/AnnualReport_2019En.pdf.

كاتب

  • م.أمل الشهري

    ماجستير الطاقة والابتكار من جامعة سوانزي البريطانية بالشراكة مع جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، حاصلة على درجة البكالوريوس في الفيزياء الحاسوبية من جامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل، وخبرة عمل في المجال البحثي في مركز الأبحاث العلمية التطبيقية والأساسية، وخبرة مهندس الصحة والسلامة والبيئة في شركة هالبرتون لخدمات الطاقة والغاز والنفط في قسم البحث والتطوير، وخبرة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، شاركت في العديد من المؤتمرات العلمية، مهتمة بالبحث في عدة مجالات مثل الطاقة المتجددة و تخزين الطاقة، تنقية المياة وحماية البيئة من التلوث، الاستدامة، التغير المناخي وتقليل النبعاثات، تطوير الالكترونيات وإستخدام البرمجة، مهتمة في مجال الابتكار وريادة الأعمال. شغوفة للمساهمة في تحقيق الرؤية 2030 للمملكة العربية السعودية.