تخطى إلى المحتوى

مفهوم التكلفة المعيارية للطاقة الكهربائية

في ظل التنوع الكبير لمصادر الطاقة و اختلاف أهدافها، ظهرت الحاجة للمقارنة بينها من ناحية مالية بغض النظر عن المفاهيم الأخرى مثل الموثوقية و تنوع مصادر الإنتاج و تسطيح منحنى الحمل الذروي و غيرها. على سبيل المثال المقارنة بين أحد تقنيات الوقود الأحفوري والطاقة النووية أو أحد مصادر الطاقة المتجددة مالياً، و الخروج بنتائج تدعم الخطط بعيدة المدى لبناء محطات إنتاج طاقة كهربائية. ويطلق على هذه المفهوم(التكلفة المعيارية للطاقة – Levelized Cost of Energy LCOE)

و تقوم المعادلة على قسمة القيمة الحالية (Net Present Value – NPV) للمبالغ المستثمرة (الحالية و المستقبلية) على كمية الطاقة الكهربائية المنتجة. 

وتعتبر طريقة حساب القيمة الحالية للاستثمار (البسط) مقياسا شائعاً في عالم الاستثمار و تقوم على احتساب الفرق بين التدفقات النقدية الداخلة والخارجة خلال العمر الافتراضي للمشروع، لتقييم مستقبل المشروع المالي و إصدار القرار بالاستثمار من عدمه.

أما كمية الطاقة الكهربائية المنتجة (المقام) فيتم جمعها خلال العمر الافتراضي للمشروع. و فيما يلي المعادلة بالتفصيل:

حيث تمثل،

س: عدد السنوات (العمر الافتراضي عادة ولكن بالإمكان احتساب أي عدد آخر)

التكاليف التشغيلية: كل التكاليف المتعلقة بالتشغيل والصيانة بما فيها الوقود

معدل الخصم: ويعني سعر الفائدة، أو تكلفة الفرصة البديلة، أو تكلفة رأس المال

 

في الشكل التالي دراسة قامت بها جامعة لابينرانتا الفنلندية للتكنولوجيا، لتقييم التكلفة المعيارية للطاقة الكهربائية لدول مجموعة العشرين في عام 2030.

 

 

و يستعرض الشكل التالي تقييماً آخراً لمؤسسة بلومبيرج للأبحاث المالية للطاقة الجديدة، يحتوي على مقارنة للتكاليف المعيارية لعدة مصادر للطاقة في السوق الأوروبية.

 

 

و لكن تظل هذه المقارنة قاصرة على الجانب المالي، و لا تحتسب الظروف التشغيلية لكل تقنية مثل، سرعة ربط المصادر بشبكة الكهرباء و إمدادها بالطاقة، و موثوقيتها في مختلف الظروف سواءاً التشغيلية أو الجوية و البيئية، وغيرها. 

و إنما يمنحنا هذا المفهوم نظرة مالية أوسع على تطور تكاليف الأنواع المختلفة من مصادر الطاقة في فترة زمنية معينة و يساعد مخططي الأنظمة الكهربائية في تكوين تصور أشمل لمعرفة توجهات السوق و التطورات التكنولوجية و المقارنة بين التقنيات المختلفة.

كاتب