تم تسليم لوحات تحكم كهربائية لموقع المشروع، لكن سرعان ما أفاد فريق الاختبارات هناك بأن بعض اللوحات لا تعطي قراءات صحيحة، ولدى التواصل مع المصنع أرسل فريق دعم ما بعد البيع الذي قام خلال ثلاثة أيام عمل بإصلاح الخلل في إعدادات الأجهزة في اللوحات.
في المصنع تمت إضافة تكاليف الأيام الثلاثة إلى المشروع فقط وإغلاق الحالة.
الحقيقة أنه من الخطأ التوقف عند هذا الإجراء دون البحث عن سبب المشكلة والاستفادة منها للمشاريع القادمة، حيث تصنف التكاليف المشار إليها على أنها خارجية (لأن العميل هو من اكتشفها) وتأتي تحت بند تغطية الضمان، وقد يطبق العميل أحياناً غرامات مالية بسبب تعطل العمل في الموقع مثلاً، ناهيك عن احتمال عدم اهتمامه بالتعامل مع نفس المصنع في المشاريع القادمة (وهي تكاليف خسارة الفرص).
يمكن للمصنع تفادي هكذا مشاكل بدفع تكاليف داخلية استباقية ذات عبء مالي أقل مثل تدريب الفريق العامل في المصنع وإلزامه بتوثيق الاختبارات المصنعية الداخلية (بدون مراقب خارجي) مع التأكد من تعبئتها بشكل فعال، طبعاً هذا يسلتزم وجود المستندات ونماذج الاختبار اللازمة فضلاً عن وجود أجهزة الاختبار المناسبة في الأصل (تكاليف داخلية)، وبالطبع إتاحة الوقت الكافي لكل ذلك. حيث تعتبر الاختبارات (والاختبارات النوعية إن لزم الأمر) من تكاليف تقييم الجودة الإحترازية وهي تكاليف داخلية أيضاً تجنب المشروع أعباء المنتجات غير المطابقة بما في ذلك تكاليف إعادة العمل (عند اكتشاف الخلل داخل المصنع) أو خسائر المنتجات التالفة الغير ممكن إصلاحها.
هذا المثال التوضيحي يسلط الضوء على أهمية تخصيص أموال يتم إنفاقها لبناء منتج أو خدمة ذات جودة عالية ويوضح أن هذه التكاليف إن لم تبذل فسوف يتم صرف أضعافها ربما لحل المشاكل التي قد تنجم عن عدم أخذها بالحسبان. وأن المنشآت التي تقدم المنتج الجيد تستعيد تكاليفها من سعر المنتج نفسه إذ بطبيعة الحال هذا المنتج أعلى سعراً من منتج مشابه تم إنتاجه دون مراعاة الاجراءات التي تمنع وصوله للعميل بشكل غير مطابق لاحتياجه سوى أن العميل وجد سعره منخفضاً أكثر ليعاني هو الآخر من قراره.
