السلاح الناري الذكي, سمعت به من قبل؟
تعتبر الأسلحة الذكية إحدى أبرز الابتكارات التكنولوجية في مجال الأمان، حيث تعتمد على دمج التقنيات الحديثة في أنظمة الأسلحة النارية لزيادة فعاليتها وتقليل المخاطر المرتبطة باستخدامها. الهدف الأساسي لهذه الأسلحة هو ضمان أن السلاح لا يعمل إلا عندما يتعرف على الشخص المصرح له باستخدامه، وذلك من خلال تقنيات متقدمة.
في هذا المقال، سنركز بشكل خاص على دور التقنيات الإلكترونية والكهربائية في تصميم وتشغيل الأسلحة الذكية. هذه التقنيات تعد جزءًا أساسيًا لضمان الأمان والتحكم في الأسلحة، حيث تساهم في تحسين الفعالية وتقليل الحوادث غير المقصودة أو الجرائم المرتبطة بالأسلحة المسروقة.
الرائد وراء تطوير السلاح الذكي
الطراز آي بي وان ip1 ، المسدس النصف أتوماتيكي يتصل بأداة للتعرف على موجات اللاسلكي يرتديها المستخدم.
وبفضل أداة التتبع الداخلية الموجودة في كل من المسدس والساعة التي يرتديها المستخدم، لا يطلق السلاح النار إلا بيد مالكه. ويمكن للساعة أن توفر بيانات هامة لمرتديها كأن تخبره بعدد الطلقات التي استخدمت.
مسدس SmartSystem iP1 Pistol 4 يطلق رصاص عيار .22 فقط عندما يكون قريبًا من ساعة معصم مالكه بمسافة لا تتجاوز 25 سم. يخشى محبو الأسلحة في الولايات المتحدة أن تؤدي هذه التقنية إلى فرض قوانين تجعل هذه الميزة إلزامية في جميع الأسلحة النارية.
إنه المهندس الألماني أرنست مالتزر، من أوائل من طور مسدس ذكي بهذه التقنيات مع شركة آرمتكس الألمانية
أرنست مالتزر، وهو مهندس ألماني، يُعتبر أحد أوائل الأشخاص الذين عملوا على تطوير المسدس الذكي
التقنيات المستخدمة في السلاح الذكي
التقنية الأولى : مستشعرات التعرف البيومتري :
وهي الميزة الأساسية في السلاح الذكي، ونستطيع تصنيفها إلى مستشعرين
1- مستشعر بصمة الإصبع :
عندما يضع الشخص المصرح له إصبعه على المستشعر، يقوم النظام بمقارنة البصمة مع بيانات مخزنة مسبقًا لفتح السلاح إذا كان مطابقًا، وهذي العملية بالتفصيل تتم كالتالي :
التعرف على بصمة الإصبع في السلاح الذكي
مرحلة التقاط البصمة:
• يتم تثبيت مستشعر بصمة (مثل مستشعرات السعات الكهربائية أو الموجات فوق الصوتية) في مقبض السلاح أو بالقرب من الزناد.
• عندما يضع المستخدم إصبعه على المستشعر، يلتقط النظام أنماط البصمة بدقة عالية.
مسدس ذكي مزود بجهاز استشعار بصمة الإصبع تم تطويره من قبل شركة BioFire التي تتخذ من ولاية ماساتشوستس مقراً لها.
مرحلة تحليل البصمة:
• يقوم المستشعر بتحويل صورة البصمة إلى بيانات رقمية.
• يتم تحليل الأنماط الفريدة للبصمة (مثل التفرعات، التقاطعات، والحواف) باستخدام خوارزميات متقدمة.
مرحلة مطابقة البيانات:
• البيانات التي تم جمعها تُقارن بقاعدة بيانات مدمجة داخل ذاكرة السلاح.
• إذا طابقت البصمة بصمة أحد المستخدمين المصرح لهم:
– يتم السماح بتشغيل السلاح.
• إذا لم تتطابق:
– يبقى السلاح في وضع القفل أو يصدر تنبيهاً.
2- مستشعر التعرف على الوجه :
يتم تثبيت كاميرا صغيرة (عادة كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء أو كاميرا عالية الدقة) على السلاح.
كاميرا صغيرة مثبتة فوق الزناد للتعرف على الوجه
مرحلة التقاط صورة الوجه:
• عند محاولة تشغيل السلاح، يلتقط المستشعر صورة لوجه المستخدم في الوقت الفعلي.
مرحلة معالجة الصورة:
• يتم إرسال الصورة إلى نظام معالجة مدمج داخل السلاح.
• النظام يقوم بتحويل الصورة إلى بيانات رقمية وتحليل ملامح الوجه باستخدام تقنيات مثل:
• التعرف على النقاط المميزة (مثل المسافة بين العينين، شكل الأنف، وحواف الفم).
• تحليل العمق لتفادي محاولات التزوير باستخدام صور ثنائية الأبعاد.
شركة Biofire قامت بتطوير مسدس ذكي يمكن استخدامه فعلاً، وهذه صورة لتقنية مسح بصمة الوجه المستخدمة في السلاح.
مرحلة مطابقة البيانات:
• يقارن النظام البيانات الملتقطة مع قاعدة بيانات السلاح.
• إذا كان هناك تطابق بنسبة محددة (مثل 95% أو أكثر)، يتم اعتبار المستخدم موثوقاً ويشغل السلاح.
فتح الأمان:
• عند التعرف الناجح، يتم إلغاء قفل الأمان ويصبح السلاح جاهزاً للاستخدام.
• في حالة الفشل، يبقى السلاح مغلقاً أو يصدر تنبيهاً.
التقنية الثانية : وحدة RFID (تحديد الهوية عبر الترددات الراديوية):
تستخدم هذه الوحدة لاستقبال الإشارة من جهاز قابل للارتداء (مثل الساعة أو السوار) الذي يحتوي على شريحة RFID. عندما يكون الشخص المصرح له قريبًا من السلاح، تُرسل الإشارة إلى السلاح لتفعيل آلية الإطلاق. إذا كانت الإشارة غير صحيحة أو لا توجد، يظل السلاح غير قابل للاستخدام.
باستخدام معدات بتكلفة 20 دولارًا فقط، قام “Plore” ببناء جهازين لاسلكيين يعملان كـ “مرحل” لإشارة الساعة الذكية الخاصة بنظام المصادقة لسلاح Armatix، مما يسمح لشخص لا يرتدي الساعة بإطلاق النار من السلاح.
التقنية الثالثة : وحدات معالجة الإشارة الرقمية (DSP – Digital Signal Processing):
وحدات المعالجة الرقمية DSP في السلاح الذكي
من أهم المكونات في السلاح الذكي، المهمة الأساسية لوحدات معالجة الإشارة الرقمية (DSP) في السلاح الذكي هي معالجة البيانات المستخلصة من الحساسات وتحويلها إلى معلومات دقيقة، مثل تحديد الأهداف وتحسين جودة الإشارات، لضمان دقة التوجيه والاستجابة السريعة.
ونستطيع تلخيص أبرز مهام هذه الوحدة الصغيرة كالآتي :
1. معالجة الإشارات: تحويل الإشارات التناظرية من الحساسات إلى إشارات رقمية قابلة للتحليل.
2. تحسين الجودة: إزالة التشويش وتحسين دقة الصور أو البيانات المستخلصة من الحساسات.
3. التعرف على الأهداف: تحليل البيانات لتحديد الأهداف بدقة.
4. التوجيه: حساب المسار للأسلحة الموجهة استنادًا إلى البيانات الحسية.
في الختام، يُعتبر السلاح الذكي إنجازًا تقنيًا حديثًا يعكس التقدم الكبير في مجال التكنولوجيا العسكرية. من خلال دمج مكونات متطورة مثل أجهزة الاستشعار، تقنيات التعرف على الهوية، والأنظمة الإلكترونية المتقدمة، يوفر السلاح الذكي مستوى غير مسبوق من الأمان والدقة في الاستخدام. هذه التقنيات ليست مجرد تحسينات تقنية، بل تمثل خطوة نحو مستقبل أكثر أمانًا وفعالية في مجال الدفاع.
المراجع :
- Smart Gun Technology New smart gun’s intelligent design could save lives. | The Birr
- https://www.bbc.com/arabic/scienceandtech/2014/05/140523_smart_guns
- https://www.theglobeandmail.com/news/world/german-designed-smart-guns-rerouted-after-cultural-backlash-in-us/article22222138/